منتديات حارث نت العراقية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات حارث نت العراقية

اهلا بكم في منتديات حارث نت العراقية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأنبياء معصومون ولو أنكر الجاهلون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الصقر المجروح
مشرف
مشرف
الصقر المجروح


عدد الرسائل : 106
تاريخ التسجيل : 22/04/2007

الأنبياء معصومون ولو أنكر الجاهلون Empty
مُساهمةموضوع: الأنبياء معصومون ولو أنكر الجاهلون   الأنبياء معصومون ولو أنكر الجاهلون Icon_minitimeالأربعاء أبريل 25, 2007 3:32 am

الأنبياء معصومون ولو أنكر الجاهلون

--------------------------------------------------------------------------------

الأنبياء معصومون ولو أنكر الجاهلون .
ردا علي السؤال

أما عن موضوع الآية القرآنية التي تطلب الاستغفار لذنوب رسول الإسلام وذنوب المؤمنين والمؤمنات ( محمد : 19 ) , فهذا واضح من ظاهر النص وأكد كلامي ترجمة هذه الآية إلي اللغة الإنجليزية , إذن فانا أقدم شرح النص كما هو واضح ولا أؤول الكلام إلي شيء آخر كما قام بذلك شيوخ الإسلام , وهذا هو ما يقوله العقل تشرح مجموعة الآيات لاستخلاص العقيدة ولا تؤول العقيدة علي تفسير الآيات .

مثال آخر يثبت كلامي في هذا الموضوع :

وأنا أتصفح برنامج المصحف الرقمي الذي احمله علي الكومبيوتر الخاص بي , استخدمت خاصية البحث به عن كلمة " يغفر" , فكانت نتيجة البحث 35 كلمة , لكن الذي لفت انتباهي هو كلمة يغفر في آية الفتح رقم (2 ) , يقول القران :

{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } ( الفتح2)

لكن الذي اندهشت له هو ما قرأته في تفسير الجلالين المحمل مع البرنامج ذاته في تفسير هذه الآية , فكتب يقول :


(ليغفر لك الله) بجهادك (ما تقدم من ذنبك وما تأخر) منه لترغب أمتك في الجهاد وهو مؤول لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالدليل العقلي القاطع من الذنوب واللام للعلة الغائية فمدخولها مسبب لا سبب (ويتم) بالفتح المذكور (نعمته) إنعامه (عليك ويهديك) به (صراطا) طريقا (مستقيما) يثبتك عليه وهو دين الإسلام.

ما معني هذا الكلام ؟ وكيف يقبل العقل هذا الكلام ؟


هنا أضع لك الدليل العقلي الذي لم يذكره تفسير الجلالين .


أسمح لي أولا ياعزيزي أن نتفق علي ماهو معلوم للعامة من الناس :
إن فاقد الشيء لا يعطيه - فكيف يعطي الجاهل العلم إلى غيره ؟ أم كيف يعطي الضال الهداية لغيره ؟ وهكذا عبر ما شئت بهذا المضمون .

فالشخص الذي يتقدم لتعليم الناس ! يجب أن يكون لديه علم .
وهكذا .... ، الشخص الذي يتصدى لهداية الناس ، الشخص الذي يأمر الناس بالخير . الشخص الذي ينهى الناس عن الشر. الشخص الذي لا يرضى للناس الموبقات والذنوب والمفاسد والآثام .
يجب أن يكون هو قبل كل واحد وقبل أن يكون معلماً هادياً آمراً وناهياً متصفاً بالعلم والهداية وملتزماً بكل صفات الآمر والناهي .
وأن تكون نفسه متصفة بكل صفات الخير والسعادة بعيدة عن صفات الضلال والشر.
وكما قلت سابقا نقلا عن أحد اخوتي في الله : إذا أردت أن تعلم إبنتك تعاليم دينيه فهل تذهب بها إلي إنسان فاسق أو فاجر أو زاني أو ..............
بالطبع الإجابة بالنفي يا عزيزي . لأن فاقد الشئ لا يعطيه بل علي العكس تماما ربما هذا المعلم يغويها وتصبح هي مثله تماما .
إن العرف والعقل والشرع بل وكل الأنظمة الوضعية لا تجيز للمذنب أو العاصي أو المجرم أو الظالم أن يكون هادياً أو مصلحاً ومرشداً وحاكماً ، ومن المستحيل عقلاً أن يأمر الله تعالى باتباعه وإطاعة أشخاص تلبسوا بالمساوي والفساد.
إن العاصي فضلاً عن عدم وجوب طاعته يجب ردعه وإرشاده ونصحه لا أن يكون هو الناصح المرشد .
إن العاصي المتلبس بالمساوئ والآثام يجب نهيه عن أفعاله التي يتصف بها لا أن يكون قدوة ومتبعاً .
إن العاصي والمجرم والظالم وكل ذوي صفة قبيحة مذمومة يجب أن يكون منبوذاً مهجوراً محتقراً لا يصحبه الناس ولا يخالطونه لئلا تسري منه إلى غيره عدوى المساوئ والشرور والمفاسد - فالطبع مكتسب من كل مصحوب - لا أن يكون ذلك العاصي والمجرم مطاعاً متبعاً ، فذلك من أقبح القبائح وأضر المساوئ ، حيث تموت الفضيلة وتحيى الرذيلة ويسود الظلم وتضيع المقاييس ، وتختل الأنظمة إذا ساد الفسقة المذنبون وتحكم المفسدون الظالمون :

وذلك الحال ولله المثل الأعلى فالله سبحانه وتعالي حينما يختار شخص للهداية والإصلاح لا يصح إلا أن يكون هذا الشخص صالح لأن يكون معلما ومرشدا للخير ومنهي عن المعاصي ويلتزم بأوامر الله وبعيدا عن وساوس الشيطان و..............

لذلك يجب أن يكون الرسول المرسل من الله تعالي معصوم من الذنوب .

وأنقل لك هنا كلمات د / محمود حمدي زقزقوق عن عصمة الرسول الكريم فيقول :

إن عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكذلك عصمة كل الرسل - عليهم السلام - يجب أن تفهم فى نطاق مكانة الرسول.. ومهمة الرسالة.. فالرسول: بشر يُوحَى إليه.. أى أنه - مع بشريته - له خصوصية الاتصال بالسماء ، بواسطة الوحى.. ولذلك فإن هذه المهمة تقتضى صفات يصنعها الله على عينه فيمن يصطفيه ، كى تكون هناك مناسبة بين هذه الصفات وبين هذه المكانة والمهام الخاصة الموكولة إلى صاحبها.
والرسول مكلف بتبليغ الرسالة ، والدعوة إليها ، والجهاد فى سبيل إقامتها وتطبيقها.. وله على الناس طاعة هى جزء من طاعة الله - سبحانه وتعالى - (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) (1) (قل أطيعوا الله والرسول ) (2) (من يطع الرسول فقد أطاع الله ) (3) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) (4) ولذلك كانت عصمة الرسل فيما يبلغونه عن الله ضرورة من ضرورات صدقهم والثقة فى هذا البلاغ الإلهى الذى اختيروا ليقوموا به بين الناس.. وبداهة العقل - فضلاً عن النقل - تحكم بأن مُرْسِل الرسالة إذا لم يتخير الرسول الذى يضفى الصدق على رسالته ، كان عابثًا.. وهو ما يستحيل على الله ، الذى يصطفى من الناس رسلاً تؤهلهم العصمة لإضفاء الثقة والصدق على البلاغ الإلهى.. والحُجة على الناس بصدق هذا الذى يبلغون.
وفى التعبير عن إجماع الأمة على ضرورة العصمة للرسول فيما يبلغ عن الله ، يقول الإمام محمد عبده عن عصمة الرسل - كل الرسل -: ".. ومن لوازم ذلك بالضرورة: وجوب الاعتقاد بعلو فطرتهم ، وصحة عقولهم ، وصدقهم فى أقوالهم ، وأمانتهم فى تبليغ ما عهد إليهم أن يبلغوه ، وعصمتهم من كل ما يشوه السيرة البشرية ، وسلامة أبدانهم مما تنبو عنه الأبصار وتنفر منه الأذواق السليمة ، وأنهم منزهون عما يضاد شيئًا من هذه الصفات ، وأن أرواحهم ممدودة من الجلال الإلهى بما لا يمكن معه لنفس إنسانية أن تسطو عليها سطوة روحانية.. إن من حكمة الصانع الحكيم - الذى أقام الإنسان على قاعدة الإرشاد والتعليم - أن يجعل من مراتب الأنفس البشرية مرتبة يُعدُّ لها ، بمحض فضله ، بعض مَنْ يصطفيه من خلقه ، وهو أعلم حيث يجعل رسالته ، يميزهم بالفطرة السليمة ، ويبلغ بأرواحهم من الكمال ما يليقون معه للاستشراق بأنوار علمه ، والأمانة على مكنون سره ، مما لو انكشف لغيرهم انكشافه لهم لفاضت له نفسه ، أو ذهبت بعقله جلالته وعظمته ، فيشرفون على الغيب بإذنه ، ويعلمون ما سيكون من شأن الناس فيه ، ويكونون فى مراتبهم العلوية على نسبة من العالمين ، نهاية الشاهد وبداية الغائب ، فهم فى الدنيا كأنهم ليسو من أهلها ، هم وفد الآخرة فى لباس من ليس من سكانها.. أما فيما عدا ذلك - [ أى الاتصال بالسماء والتبليغ عنها ] - فهم بشر يعتريهم ما يعترى سائر أفراده ، يأكلون ويشربون وينامون ويسهون وينسون فيما لا علاقة له بتبليغ الأحكام ، ويمرضون وتمتد إليهم أيدى الظلمة ، وينالهم الاضطهاد ، وقد يقتلون " (5).
فالعصمة - كالمعجزة - ضرورة من ضرورات صدق الرسالة ، ومن مقتضيات حكمة من أرسل الرسل - عليهم السلام -..
وإذا كان الرسول - كبشر - يجوز على جسده ما يجوز على أجساد البشر.. وإذا كان الرسول كمجتهد قد كان يمارس الاجتهاد والشورى وإعمال العقل والفكر والاختيار بين البدائل فى مناطق وميادين الاجتهاد التى لم ينزل فيها وحى إلهى.. فإنه معصوم فى مناطق وميادين التبليغ عن الله - سبحانه وتعالى - لأنه لو جاز عليه الخطأ أو السهو أو مجانبة الحق والصواب أو اختيار غير الأولى فى مناطق وميادين التبليغ عن الله لتطرق الشك إلى صلب الرسالة والوحى والبلاغ ، بل وإلى حكمة من اصطفاه وأرسله ليكون حُجة على الناس.. كذلك كانت العصمة صفة أصيلة وشرطًا ضروريًا من شروط رسالة جميع الرسل - عليهم السلام -.. فالرسول فى هذا النطاق - نطاق التبليغ عن الله - (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى ) (6). وبلاغة ما هو بقول بشر ، ولذلك كانت طاعته فيه طاعة لله ، وبغير العصمة لا يتأتى له هذا المقام.
أما اجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم فيما لا وحى فيه ، والتى هى ثمرة لإعماله لعقله وقدراته وملكاته البشرية ، فلقد كانت تصادف الصواب والأولى ، كما كان يجوز عليها غير ذلك.. ومن هنا رأينا كيف كان الصحابة ، رضوان الله عليهم فى كثير من المواطن وبإزاء كثير من مواقف وقرارات وآراء واجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم يسألونه - قبل الإدلاء بمساهماتهم فى الرأى - هذا السؤال الذى شاع فى السُّنة والسيرة:

" يا رسول الله ، أهو الوحى ؟ أم الرأى والمشورة ؟.. " فإن قال: إنه الوحى. كان منهم السمع والطاعة له ، لأن طاعته هنا هى طاعة لله.. وهم يسلمون الوجه لله حتى ولو خفيت الحكمة من هذا الأمر عن عقولهم ، لأن علم الله - مصدر الوحى - مطلق وكلى ومحيط ، بينما علمهم نسبى ، قد تخفى عليه الحكمة التى لا يعلمها إلا الله.. أما إن قال لهم الرسول - جوابًا عن سؤالهم -: إنه الرأى والمشورة.. فإنهم يجتهدون ، ويشيرون ، ويصوبون.. لأنه صلى الله عليه وسلم هنا ليس معصومًا ، وإنما هو واحد من المقدمين فى الشورى والاجتهاد.. ووقائع نزوله عن اجتهاده إلى اجتهادات الصحابة كثيرة ومتناثرة فى كتب السنة ومصادر السيرة النبوية - فى مكان القتال يوم غزوة بدر.. وفى الموقف من أسراها.. وفى مكان القتال يوم موقعة أُحد.. وفى مصالحة بعض الأحزاب يوم الخندق.. إلخ.. إلخ.
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أراد الله له أن يكون القدوة والأسوة للأمة (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ) (7).
وحتى لا يقتدى الناس باجتهاد نبوى لم يصادف الأولى ، كان نزول الوحى لتصويب اجتهاداته التى لم تصادف الأولى ، بل وعتابه - أحيانًا - على بعض هذه الاجتهادات والاختيارات من مثل: (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى ) (Cool. ومن مثل: (يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم * وإذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثًا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأنى العليم الخبير ) (9). ومن مثل: (ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) (10).
وغيرها من مواطن التصويب الإلهى للاجتهادات النبوية فيما لم يسبق فيه وحى ، وذلك حتى لا يتأسى الناس بهذه الاجتهادات المخالفة للأولى.
فالعصمة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فيما يبلغ عن الله شرط لازم لتحقيق الصدق والثقة فى البلاغ الإلهى ، وبدونها لا يكون هناك فارق بين الرسول وغيره من الحكماء والمصلحين ، ومن ثم لا يكون هناك فارق بين الوحى المعصوم والمعجز وبين الفلسفات والإبداعات البشرية التى يجوز عليها الخطأ والصواب.. فبدون العصمة تصبح الرسالة والوحى والبلاغ قول بشر ، بينما هى - بالعصمة - قول الله - سبحانه وتعالى - الذى بلغه وبينه المعصوم - عليه الصلاة والسلام -.. فعصمة المُبَلِّغ هى الشرط لعصمة البلاغ.. بل إنها - أيضًا - الشرط لنفى العبث وثبوت الحكمة لمن اصطفى الرسول وبعثه وأوحى إليه بهذا البلاغ.

إنتهي كلام د / محمود حمدي زقزقوق

وأعتقد يا عزيزي تعلم الآن أن الرسول الكريم لم ( يكن يقترف الذنوب مثله مثل باقي البشر ) كما قلت أنت في تفسريرك الخاطئ .
فالاعتقاد الصحيح في عصمة الأنبياء أنهم معصومون من الكبائر ومن الذنوب التي تحقر الشخصية ، مثل السرقة والخيانة والكذب ، ومن الخطأ في تبليغ الوحي . وبالنسبة للأنبياء يحاسبون على الأخطاء الصغيرة جدا التي هي بالنسبة إلينا لعلها تكون ليست أخطاء ، كما قيل سيئات المقربين حسنات الأبرار ، بمعنى أن الله تعالى يؤاخذهم على أخطاء لعلها تكون بالنسبة إلينا حسنات وليست أخطاء ، وذلك بسبب قربهم من الله تعالى ، فتعظم المحاسبة عليهم

قال الإمام القرطبي : قال بعض المتأخرين من علمائنا والذي ينبغي أن يقال : إن الله تعالى قد أخبر بوقوع ذنوب من بعضهم , ونسبها إليهم , وعاتبهم عليها , وأخبروا بذلك عن نفوسهم وتنصلوا منها , واستغفروا منها وتابوا , وكل ذلك ورد في مواضع كثيرة لا يقبل التأويل جملتها , وإن قبل ذلك آحادها , وكل ذلك مما لا يزري بمناصبهم , وإنما تلك الأمور التي وقعت منهم على جهة الندور , وعلى جهة الخطأ والنسيان , أو تأويل دعا إلى ذلك , فهي بالنسبة إلى غيرهم حسنات , وفى حقهم سيئات بالنسبة إلى مناصبهم , وعلو أقدارهم ; إذ قد يؤاخذ الوزير بما يثاب عليه السائس ; فأشفقوا من ذلك في موقف القيامة , مع علمهم بالأمن والأمان والسلامة . قال : وهذا هو الحق ولقد أحسن الجنيد حيث قال : حسنات الأبرار سيئات المقربين ; فهم صلوات الله وسلامه عليهم - وإن كانوا قد شهدت النصوص بوقوع ذنوب منهم , فلم يخل ذلك بمناصبهم , ولا قدح في رتبتهم , بل قد تلافاهم , واجتباهم وهداهم , ومدحهم وزكاهم واختارهم واصطفاهم ; صلوات الله عليهم وسلامه . ا. هـ
ويقول العلماء أن الفرق بين الأخطاء التي قد يقع فيها الأنبياء وغيرهم هي :

أولا : أن النبي لابد أن ينبه من الله على الخطأ إن وقع منه لانه محل قدوة .

ثانيا : أنه لابد أن يتوب ويكون بعد التوبة أعلى منزلة من قبلها .

ثالثا : أن خطأه لا يكون في كل شيء وإنما في صغائر الأمور التي ربما لم تعد أخطاء من غيره لو فعلها .

رابعا : أن الله تعالى كتب عليهم وقوعهم في الخطأ أحيانا لحكمة بالغة ، وهي لئلا يحصل الغلو فيهم ، وليتذكر الناس دائما أنهم بشر وليسوا ملائكة ، وأيضا ليتبين للناس أنهم إنما يبلغون الوحي ، ولا يأتون بالشريعة من عند أنفسهم ، ولهذا فهم يبلغونه بكل أمانة حتى ما يأتي به الوحي في نقدهم شخصيا ، فإنهم يبلغونه كما أنزل ، كما قالت عائشة رضي الله عنه : (لو كان النبي صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه .. الاية ) رواه الترمذي وغيره ، مما يدل على أنهم أمناء على وحي الله تعالى .

وهذا القول هو القول الحق الوسط ، قول أهل السنة في مسألة عصمة الأنبياء ، وثمة قولان ضالان في المسألة : فاليهود غلوا في نسبة الذنوب إليهم حتى جوزوا وقوع الشرك من الأنبياء حاشا أنبياء الله تعالى وسبحان الله عما يقول الظالمون ، والرافضة والمعتزلة قالوا بعصمة الأنبياء مطلقا من كل خطأ ، وزادت الرافضة عصمة الأئمة من ولد فاطمة إلى اثني عشر إماما ، عافانا الله تعالى من سبل الضلالة ، ومناهج الغواية .


سؤالك الثاني ياعزيزي عن قول الله تعالي ((إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِيْنًا(1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ))


اقتباس:




المشاركة الاصلية بواسطة / عرفة الشواف (منتدي الجامع)
لكن يا عزيزي هناك أمر آخر لفت انتباهي في كل كلمات الغفران , فانتم تقولون أن القران هو كلام الله أي أن الله هو الذي تكلم الي رسوله عن طريق جبريل , ولكني لم أر مرة واحدة في كل كلام الغفران ان الله يقول فيها لرسوله " اغفر بضمير المتكلم " ولكن دائما " يغفر الله " وكأن الله ليس هو المتكلم بل آخر هو الذي يتكلم , ففي آية الفتح مثلا تبدأ الآية :

{ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً } الفتح1

فهنا الله كما يقول القران يقول لرسول الإسلام إِنَّا فتحنا لك ..... ثم يكمل في الآية الثانية قائلا " لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ " وهنا يا عزيزي محمد لي سؤال ( وان كان خارج الموضوع ) ولكني أتمني أن اعرف جوابه و بالعقل لو سمحت :لماذا لم يقل هنا الله وهو المتكلم " لأغفر لك " بدلا من " ليغفر الله لك " إذا كان هذا الكلام فعلا صادر من الله ؟ فكلمة " ليغفر الله لك " تدل علي أن آخر هو المتكلم وليس الله , أما لو كان الحديث بصيغة " لأغفر لك " فهذا يدل علي أن الله هو المتكلم بالفعل .... فما هو رأيك وتفسيرك يا عزيزي في هذه النقطة ؟ ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأنبياء معصومون ولو أنكر الجاهلون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حارث نت العراقية :: القسم الاسلامي :: الاسلامي العام-
انتقل الى: