في الخلوة ..مخلوقات الله
--------------------------------------------------------------------------------
من أفضل العبادات التي يتقرب بها المؤمن إلي ربه الانطلاق بفكره سابحاً متذكراً في ملكوت الله ومخلوقاته بحثاً عن الحقيقة وسعيا وراء معرفة ما وراءها من أسرار.. وذلك حتي يصل إلي اليقين الثابت بأن الحق لله وأن كل مدع للقدرة ما هو إلا كاذب مضلل. وبهذا يكون العبد في دائرة حق اليقين.
ذلك التفكير يعد من الذكر الحكيم المشتمل علي التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل. فعندما ينظر المؤمن إلي السماء وما فيها من نجوم سابحات وكواكب نيرات وارتفاع لا يقوم علي أعمدة وحياة لا يعلمها إلا الله. بل يكشف العلم كل يوم من أسرارها الكثير والكثير لا يملك إلا أن ينطلق بلسانه قائلا سبحانك ربنا وسعت كل شيء علما لك التعظيم والتقديس والتنزيه عظيم السماوات والأرض ورب العرش العظيم خالق كل شيء وقادر علي كل شيء وإليك يرجع أمر كل شيء.
عندما ينظر إلي الأرض وما فيها من معادن وأصول يرجع بفكره إلي أصل خلقته وأنه من تراب فلا يستطيل علي أخوته بل يتواضع في لين معهم يسعي لتحصيل الخير لهم. فالماء يجري من باطن الأرض يروي الجميع والزرع يخرج منها يأكل منه الجميع فأسلوب الفردية ترفضه طبائع المخلوقات وما الإنسان إلا واحدا منها.
فسبحان من نظر إلي الأرض بعين العطف والعطاء وأشرقها بنوره فتزينت بالجمال وأخرجت ما في باطنها من خير خدمة للإنسان وتحقيقا لحياة كريمة تحفظ عليه آدميته.
سبحانك لا نحصي ثناء عليك عظم خيرك وفاض عطاؤك ولا رب غيرك